سأظل أحبك

سأظل أحبك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
عزيزي القارىء / تبدا قصتنا برساله وجدد في قاروره على الشاطىء مرسله من بطل الى بطلة القصه بعد الفراق
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
الفصل الأول (( إليك ))
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حبيبتي
حبيبة قلبي
وكياني كله
يا من عشقت شوقي إليك , بقدر ما سحرني دوماً قربي منك
يا كل لحظة سعادة ,عشتها في سنوات عمري التي لا تتجاوز
ما أحببتك فيها ’ من أعمق أعماق وجداني
يا بئر الحب والحنان التي ارتويت منها سنوات دون أن تخفت لهفتي إليها أو يقل نهمي لعذوبتها
يا باسمة الثغر
ودافئة القلب
ورائعة العقل
إليك أكتب كل هذا
والعجيب أنني وعلى الرغم من الأيام الجميلة التي قضيتها في حبك والساعات العطرة التي جمعتني بك وحتى اللحظات التي كانت تفصلني عنك وتمزق نياط قلبي تمزيقاً لم أفكر يوماً في الكتابة إليك أبدا
لم أتصور قط أن الكلمات المكتوبة يمكن ان تمتلك الفصاحة الرقيقة التي تهبط إلى لساني كالوحي كلما التقيت بك
لم اتخيل ابدا انها قادرة على تعبير عما يخبه به قلبي
وتتفجر به مشاعري فور أن تقع عيناي على وجهك
ويا له من وجه لست ادري كيف يمكن أن يراه الآخرون ولكنني رأيته وأراه و سأظل أراه دوماً أجمل وجه في الكون كله
بل ولعلني تساءلت أكثر من مرة وليغفر لي الخالق (عز وجل ) هذا ’ كيف يمكن أن تكون وجوه الملائكة إن لم تكن كوجهك
فابتسامتك هي دوماً جنتي على الأرض
ونظراتك بحر الحب الذي لا ترهقني السباحة فيه ابد الدهر
أما ضحكتك العذبة الرقيقة فما من لم يستجب لها قلبي
فيختلج كالطير المغرد بين ضلوعي ويتمنى لو تستمر
وتستمر
وتستمر
وكنت أخبرك أكثر
مع ضحكاتك هذه
كان وجهك الصبوح يتخضب بحمرة
خجل وحياء تزيد بهاء وروعة
رباه كم عشقتك
وأعشقك
وسأظل أعشقك حتى أخر العمر
وهذا أيضاً أخبرتك به كثيراً
تماما كما أخبرتك بأمور عديدة لم أخبر أو حتى أجرؤ
على أن أخبر بها أي مخلوق سواك
والمدهش أنني وعلى الرغم مما يصفني به كل من عرفني من الصمت والكتمان كنت أتحرر معك تمام من كل القيود التي وضعتها حول نفسي وألقى عنها كل الاقنعة التي تتعامل بها مع الآخرين واطلق للساني العنان بعد ان اعتاد السكون طويلاً
لأروى كل شيء وكل ما أشعر به او يراودني او اخطط له
كل شيء بلا استثناء وكنت اجد قي هذا
متعه خاصة
متعه لم اشعر بمثلها في حياتي قط
متعه الحريه التي اعشقها
متعه ان أروي واروي إليك
ومتعة استماعك أيضاً
فإلى جوار صفاتك الرائعة التي لن تكفي كل أوراقي لسردها ووصفها كنت دوماً مستمعه جيدة وحانية ودافئة
لذا فقد أصبحت واحتي في هذه الدنيا
الواحة التي فيها أستظل
وانتعش
وارتوي
وابتعد عن صحراء الحياة القاحلة المرهقة التي اتوه فيها منذ وعت عيناي الدنيا ومنذ بدا جسدي الكفاح والقتال والسعي
ولانه من الطبيعي ان يعشق التائه في الصحراء واحته
وان يتمسك بها كان من الطبيعي ايضا ان اتعلق بك
وان احبك واعشقك واذوب في هواك
ومنذ اللحظه الأولى التي ادركت فيها انني احبك كما لم احب من قبل اتخذت بشانك قرارمهماُ بأن اكون صادقاً معك دوما
ولقد حرصت على هذا اشد الحرص ولم اخالفه مرة واحدة قط
حتى لحظة كتابة هذه السطور التي لم اتصور ان اكتبها لك ابدا
كل ماقلته لك منذ لحظة لقائنا الأولى صادق وصحيح تماما يا احب الناس وهذا ينطبق على كل سطر ستقرئينه هنا
كل جملة
كل كلمة
بل كل حرف
فكما اعتدت معك ساترك لقلمي العنان كما فعلت بلساني من قبل
ساصنع علاقة مباشرة بين عقلي وقلبي وقلمي بحيث تنهمر
الذكريات من عقلي وقلبي معا عبر قلمي الى اوراقي
بمنتهى الصدق والصراحة والشفافية والتلقائية ايضا
وساحاول فقط ان افكر بمنهجية وموضوعية ووفقا لترتيب الاحداث ولكن جل من لا يسهو فاعذريني يا حبيبتي لو ان حدثا ما قد افلت من ذهني فاضطررت للعودة اليه فيما بعد اعذريني
تمام كما كنت دوما تفعلين
وكما عشت دوما تعطين
وتمنحين
وتغفرين
ليس معي فقط ولكن مع الجميع
مع الجيران
والزملاء
والاصدقاء
ولكنك تخصينني دوما بالقدر الاعظم من كل هذا
وهذا امر طبيعي
فانتي مثلي
عاشقة
والحب كما يقولون أعمى
أعمى لانه لا يرى في المحبوب سوى كل جميل وعظيم ومثالي.....
لقد جمعت الظروف بيني وبينك او القدر
فمع لقاءاتنا على فترات متباعدة بدات ادرك ان هذا الوجه الفاتن الرقيق يعبر عن روح ملائكيه هائمة وعقل متفتح منطلق وطبيعة اخاذة بين الرصانه والبساطة والرومانسية بلا حدود
وهكذا بدات النيران تشتعل في قلبي
بدات كشرارة صغيرة
شرارة اختارت اهم وادق مناطق قلبي
وكثرها حساسية فالشرارة اصبحت شعلة ثم نيران
وبعدها تحولت الى ألسنة لهب ومع نهاية العام الاول لتعارفنا كان قلبي يشتعل في اعماق صدري ويضخ حممه الملتهبة في كل عرق ينبض في جسدي كلما وقع بصري عليك ولم يفارقني هذا الشعور قط بل كان يتاكد ويتاصل ويتضاعف ويقوى ويشتد
ومع عامنا الرابع لم يعد لي هدف في حياتي كلها سوى ان اراك دوما سعيدة هائنة فرحة وامنة اصبحتي انت الهدف من وجودي كله وغرقت في بحر حبك حتى النخاع ....
ثم ارتطمت فجأة بكابوس الحقائق الرهيب
ذلك الكابوس الذي يصر دوما على ان يدس انفه دون سابق انذار
في كل لحظة جميله من احلامنا
استيقظت يا حبيبتي لأدرك إنني لم أمنحك ماتمنيت طوال الوقت ان احيطك به الاستقرار والهناء والأمان ودون الدخول في تفصيل سيرد ذكرها فيما بعد يكفي ان ما أدركته قد مزقني بلا رحمة
وبلا هوادة وربما هو الذي دفعني الى ان اكتب هذة السطور
اليك
الى عقلك وقلبك وروحك
لست اكتبها ليعود الحال الى ما كان علية
او ليستيقظ الحب في قلبك
فهذا لا يحدث ابدا حتى في الأحلام
انما راودتني تلك الرغبه العارمة التي لم استطع مقاومتها
ابدا في ان اروي قصتنا على الورق
ارويها لك
وللتاريخ
تاريخنا
فمن اعمق اعماقي اتمنى ان استرجع كل لحظة جمعتنا معا
ومنذ البداية
بدايتنا



الفصل الثاني البداية (( الحب والصدمة ))
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رايتك
نعم رايتك
هذا كل ما يمكن ان اصف به المرة الاولى التي وقع فيها بصري
على وجهك في ذلك اليوم من منتصف الشتاء منذ عدة اعوام مضت كنت اعود الى منزلي في منتصف النهار على خلاف عادتي عندما رايتك وعلى الرغم من انك كنت تقفين وسط مجموعه كبيرة من الشباب امام منزلي الا انني اكاد اقسم
انني لم ار لحظتها سواك وحدك انتقتك عيناي من وسط الجميع
لتتعلقان بك وتنقلان اشارة خاصة وقويه الى اعمق كياني الى درجة ان قلت كلمة ((سبحان الله )) دون شعور وهذا الكلمة تقال عندما تنبهر نفوسنا وعيوننا بجمال اخاذ او فتنة طاغية
تتجاوز الحدود فلسبب ما بدا وكأن عدستي عيني قد اضيف اليهما مرشح ضوئي خاص من تلك التي تستخدم في التصوير للتركيز على بؤرة بعينيها ووضعها في مركز الرؤية الواضحة وتمويه كل ما حولها او تشتيته كنت اراك وحدك بين كل هؤلاء اراك بوضوح شديد
وتام وقوي وكل هذالثوان معدودة لم تبلغ حتى نصف الدقيقة
فيطبيعتي الرصينه كان لابد ان اتجاوز انبهاري بك بسرعه وان ادير عيني بعيدا عن وجهك الساحر الفاتن قبل ان تضبطني عين اخرى وانا احدق بك بكل هذا الشغف فينهار الجدار الوقور الذي اصر دوما على بنائه بيني وبين الجميع ولكن تلك الثواني كان لها تاثير عجيب في نفسي وعقلي وقلبي وفي جسدي فالشىء الذي اثق فيه تماما هو انك ايضا رحت تتابعينني ببصرك بكل الشغف والاهتمام خلال الثواني نفسها لقد جذب كل منا انتباه الاخر
واهتمامه تماما لو اننا روحان متوافقان تواجها وتلاقيا ولم تفارق ملامحك ذهني لفترة طويله فترة ربما بغلت يومها ساعات ولكنني قاومت ذلك الشعور العجيب الذي سرى لاول مرة اعماقي والذي ادهشني واقلقني واخافني ايضا قاومت وقاومت ثم تصورت انني ربحت معركتي مع نفسي وانتصرت عليها واخضعتها ولكنها كانت خدعة كبيرة قمت بها انا وعقلي الواعي لخدع ذلك العقل الباطن الذي يتحدث عنه علماء النفس دوما والذي يبدو انه لاسبيل لهزيمته قط فقد استغرقت في النوم في النهاية وراودني حلم طويل حلم جميل ناعم ورقيق هذا لانك كنت بطلته تلك الثواني القليله تركت في عقلي الباطن مالم تتركه ساعات وايام وسنوات مع اخريات اى سر يمكن فيك اذن اىسر استيقظت وانا اطرح على نفسي هذا السؤال واتحاور بشانه ثم عدت اقاتل نفسي بنفسي لطرح الامر كله جانبا ونسيانه والمضى في حياتي العاديه
وكان يمكن ان يحدث هذا على الرغم من صعوبته لولا ان التقينا مصادفه بعدها بايام قليله والواقع انني لا اومن كثيرا بالمصادفات ولكنني اومن بالقدر القدر الذي قرر ان يجمعنا مرة اخرى وفي تلك المرة كنت انتي صاحبة المبادرة ولن انسى ابدا
ذلك اللقاء لن انسى ابتسمتك الساحرة ووجهك الجميل وكلماتك الرقيقة كان لقاؤنا بعد مغيب الشمس ولكن بد لي وكأن وجهك المشرق قد احال الليل الى نهار من السعادة والفرح واللهفة
احممم اماكلماتك التلقائيه البسيطة فقد بدت منتشيه سعيدة مبهورة وعاد قلبي يخفق و يخفق وعاد عقلي الباطن يسترجع السيطرة على ذهني الواعي وقلبي ومشاعري واوتاري
لان طبيعتك الساحرة عزفت على كل اوتار مشاعري بلا استسناء
ودفعني للتخلي عن كل ماتبنيته طيلة عمري لاسالك في اهتمام حاولت ان اخفيه خلف قناع الرصانة عما اذا كنت ساراك مرة اخرى لحظتها ابتسمت في حياء وقالت بكلمة واحدة ما زالت تتراقص في اذني حتى هذه اللحظة (( اكيد )) وافترقنا لست انا وانتي وانما انا وقلبي فانا اكملت مسيرتي الى حيث اتجه اما هو فقد تعلق بك وسار خلفك وكم تمنيت لحظتها ان اتبعة واتبعك ولكن هذا لم يكن متاحا او حتى ممكنا لذا فقد عدت اقاوم واقاوم وارد القدر ان يتيح لي فرصةالنصر فلم تمض ايام قليلة حتى جمعني بك وبعدد من صديقاتك لقاء اخر من اللقاءات التي اعقدها مع الشباب كجزء من طبيعة عملي ومهنتي فانا كما تعلمين معيد في الجامعة وادركت عندئذ ان المقاومة لن تفلح لن تتواصل اوى تنتصر فلماذا لا استسلم اذن لماذ لا يرفع قلبي رايته البيضاء ويعلن عجزه عن المقاومة ورغبته المستميته والاولى في ان ينهزم في معركة فالهزيمة في هذه المرة بالذت بدات لي اشبه بالنصر بقنة النصر وقررت ان اترك قلبي يتعلق بك ويهواك ويعشقك كل ما اتفقت عليه معه هو ان تظل كل المشاعر حبيسة قفصي الصدري فلا تبرز منه قط ولا تعلن عن نفسها ابدا ولكنني خشيت الاتشترك عيناى في هذه الاتفاقيه وان تكشفا امرنا انا وقلبي فالشاعر يقول (( الصبر تفضحه عيون المحب )) المحب اذن يمكن ان يخفي انفعالاته ويرتب مشاعره ولكن عينيه تفضحانه دوما فالعين تعشق قبل القلب احيانا وتهيم عشقا معه بالتاكيد وهي واضحة ما ان تجوب القلب مشاعر ما حتى تبرز فيها ومنها وتعلن عن نفسها وحركتها ونطلاقتها وحتى في انكسارها لا بد وان تشترك عيناي في الاتفاقيه اذن لو امكنني هذا ومن الناحية العملية والمنطقيه كان هذا مستحيلا تماما عيناي رفضتا المشاركة رقضتا الانضمام الى مؤامرة عاطفية لاخماد واخفاء عواطف بريئة شفافه وطاهرة ولقد حاولت اقناعها بالعكس حاولت وحاولت ثم ادركت عبث المحاوله وعقم الصراع عيناي ستتمردان دوما وابدا ستلتمعان لمراك وتدوران لمتابعتك وتنبهران لجمالك وتستسلمان لفتنتك تمام كما يخفق قلبي وتتلاحق انفاسي وترتجف كل ذرة من كياني ولم تكن امامي سوى وسيلة واحدة اذن ان اتحاشي النظر اليك وباي ثمن وهذا مافعلته كنت اتحدث الى الجميع واوليهم اهتمامي كله واحاول الا اتوقف عندك طويلا حتى لا تفضحني عيناي وكنت اشعر ان هذا يقلقك ويحيرك ويربكك ولكنه كان حلي الوحيد وفي كل مرة تنصرفين معهن كنت احاول تعويض كل لمحة فقدها بسبب الهروب هذا كنت اعيد النظر الى كل مكان جلستي فيه او توقفتي عنده اوحتىتطلعتي اليه وكنت اغلق عيني المتمردتين محاولا استرجاع صورتك وجمالك وابتسامتك وسحرك ثم اعود فانفض كل هذا عن ذهني او احاول على الاقل كنت احاول نعم افشل تماما في ابعاد صورتك عن ذهني او عن قلبي او عن مشاعري الشيء الوحيد الذي نجحت فيه هوا ان اخفي اهتمامي بك عن كل من حولي وعن اصدقائي واصدقائك ومعارفي ومعارفك وحتى عنك شخصيا كل ما كان يهمني او يشغلني هو ان اراكي واسمعك وانعم بقربك ولاول مرة في حياتي وبعد سنوات عمري التي تكسبني خبرة تساوي عمرك كله تقريبا وجدت نفسي انشغل بنزعات قلبي واطيع خفقاته واستسلم لمطلبه التي كانت تتنافى بشدة مع كل ما يمليه على عقلي وعمري فانا اكبر منكي بخمسة عشر عاما ( يعني عمرك مايتعدا العشرين وانا فلخمسة وثلاثين)
طوال الوقت ولاول مرة ايضا بدات احيا مشاعر خاصة لم تراود قلبي قط حتى في ايام صباي مشاعر تتفجر عندما اسمع اسمك اوامربمنزلك اوحتى المحك ولانكي لاتعلمين ولانني نجحت في اخفاء الامر عن الجميع حسبما تصورت واتصور فقد هدات نفسي واسترخت واستكانت واستراحت وبدات تستمتع بلقاءاتك ومحادثاتك ومرحك وبساطتك وتواضعك و ثقافتك ايضا وظللت احافظ على القاعدة التي التزمت بها دوما الاتلتقي عيناي بعينيكي ابدا ولكن القدر كان يأبى ان يستكين الامر عند هذا الحد او يتوقف امام هذه المرحله التي كانت تكفيني وتزيد خاصةوان مشاعري الخاصة تجاهك حتى تلك الفترة كانت الانبهار والاعجاب الشديد باكثر مما هي الحب الخالص الكبير او هكذا حاولت اقناع نفسي وفجاء اصبحت في صراع بين قلبي وعقلي وفي لحظة صدق طرحت على نفسي السؤال هل احبك ام هوا اعجاب كبير ام حب حقيقي والواقع انني لم اكن اؤمن ابدا بما يسمونه (( الحب من اول نظرة )) ولاحتى من الثانيةفالحب في رايى كان اختيار وقرار وارتباطا واضحا ومتناسبا اما في موقفنا فالوصف الوحيد الذي هو نفسه ذلك المصطلح الذي يردده الصحفيون واطباء علم النفس ازمة منتصف العمر انها تلك المرحله التي يقولون ان كل رجل يمر بها حتما عندما يبلغ منتصف عمره ويشعر ان النهاية قد صارت ادنى من البدايه عندئذ يسعي للتشبث بالحياة والشباب والحب باختصار يتمسك باخر ما تبقى من سنوات شبابه الا انه وجد صدى في عقلي على الرغم من اعتراضات قلبي المستميتة فركنت اليه واتخذته تعليلا لموقفي و وسارت الحياة ولان الانسان لا يستطيع ان يحب او يكره بقرار فقد قررت قبول تفسير الازمة منتصف العمر بعقلي وعجزت عن قبولها بقلبي بل قلبي هو الذي رفض وأبى واعترض وغضب ايضا وفي واحدة من المرات القليله في حياتي كلها انفصل عقلي وقلبي وخاصم كل منهما الاخر وتفرقا وفي كل ركن نفسي انزوى احدهما غاضبا وقبع الاخر مستنكرا
ووسط كل هذا ظللت التقي بك مع صديقاتك نتحدث ونتشاور ونتجادل ظللت كما انا اتحاشى النظر الى بحر عينيكي العميق خشية ان اغرق فيه امام الجميع ثم لا اجد طوق نجاة واحد يمكن ان ينتشلني منه واكتفيت بهذا اكتفيت بوجودك بينهم وامامي وفي كل مرة نلتقي كنت اقاوم مشاعري نحوك واقاوم وكان يمكنني ان اقاوم الى الابد لولا ما اخبرتني به احدى صديقاتك عرضا وفي وجودك ولا يمكنني ابدا ومهما طال بي الزمن ان انسى ماأصابني في اللحظة التي اخبرتني فيها صديقتك ما لديها
فلقد اخبرتني ببساطة وتلقائية وعفويه تامة انك غارقة في الحب
((حب شخص اخر ))
انتي تحبين
بل غارقة في الحب
صديقتك اخبرتني بهذا وهي تجلس الى جوارك امامي
وخفق قلبي لحظتها
خفقة قوية
خفقة عنيفة و بئسة
خفقة حطمت كل ماحملته مشاعري لعدة اشهر وايقظتني من غفوتي والقت بي علىشاطىء الواقع برماله الخشنة وصخوره الحادة وقسوته ووضوحه ولست ادري كيف قاومت مشاعري لحظتها كيف اخمدت حمم انفعالاتي ونيران اعصابي كيف وكيف وكيف لقد اخترقت الحقيقة كياني كخنجر قديم صدىء يمزق بأكثرمما يقطع بل تحطم وتهتك وانهار ولكن العجيب ان كل هذا حدث في اعماقي فحسب اما ظاهري فظل متماسكا قويا رصينا مجمدا وهذا ليس تصوري الشخصي ولكنه نتاج ما حملته ملامحكن لحظتها عندما تواصل الحديث دون ان تتوقف احداكن لحظه واحدة او يبدو على وجهها ان ملامحي او صوتي قد حملا انفعالا يفوق المالوف اوالمعتاد انتي نفسكي واصلتي الحديث ورحتي تتحدثين عنه
عن حبيبك استمعت انا اليك كما افعل دوما ولكن شتان بين وقع كلماتك على اذني في الحالتين اذناي نفسهما لم تعودا كما كانتا
ففيما مضى كانتا تتمنيان لسماع صوتك وكلماتك وافكارك اما في تلك اللحظات فكانتا تبكيان الماُ غير مصدقتين بما يحدث
فيما مضى كنت لااشبع من حديثك ابدا اما في لحظتي هذا تمنيت ان تتوقفي وان تلوذي بالصمت
بالسكوت
كل كلمة تصفين بها حبك له كانت تحرق جزءا من قلبي وتلهبه وتحيله الى رماد ساخن سخيف
نيران جديدة اشتعلت فيه
نيران تختلف تمام الاختلاف
عن نيران حبك
نيران تكوي وتحرق وتلتهم
(( قلبي ))
هنا ينتهي الفصل الثاني وياليه الفصل الثالث وهو ((هل يحبك اكثرمني )) والفصل الرابع (( لانكي من حقي ))